التفاهم مسألة مطلبية لبحث الادوار والمستجدات الوافدة/ اورنيلا سكر

التفاهم مسألة مطلبية لبحث الادوار والمستجدات الوافدة/ اورنيلا سكر

كتابة: أورنيلا سكر

لا شك أن التفاهم الحاصل بين الرياض وطهران لا بد أن نثني عليه، لجهة التوافق والتفاهمات بشأن ملفات المنطقة وامنها. لكن، من المعيب أن يطرح سائل في لبنان ويقارب هذا التفاهم بمسألة انتخاب الرئيس في لبنان . اولا انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان هو شأن لبناني خالص شأنه شأن أبناء الوطن وعلى المكونات اللبنانية التوصل الى حوار واعتراف بالاخر و بحقوق ووجود ودور الأطراف المغبونة أمثال المسيحيين في خريطة الدولة الجديدة في لبنان ، فضلا عن أن المسيحيين يترتب عليهم دور مهم في المعادلة الجديدة القادة وفق المتغييرات الاجتماعية والجيوسياسية في المنطقة. ثانيا ان هذا التفاهم الحاصل بين الرياض وطهران ليس بموضع مناقشة الملف اللبناني والسوري والعراقي ذات الاغلبية الشيعية اضافة إلى أن الرياض غير معنية في هذه الملفات وقد صرح وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان بتصريحات رسمية حول موقف المملكة السعودية من هذا التقارب واهدافه .

ناهيك، عن أن تصريحات نصرالله الأخير حول دعم المملكة السعودية للاعبي القرة القدم وهدر اموالها بدلا من مساعدة لبنان ودعم في سياق الهجوم وحرب التصريحات ضد المملكة، شكل موقف استعدائي سعودي للبنان ما سعر الحصار الحاصل وتمنع المملكة من مساندة ودعم لبنان ، والانكفاء المملكة ووكتفائها بتأمين وحماية امنها القومي المتمثل باليمن ومحاولة ايجاد تفاهم مع الطرف الإيراني عبر تقدير هذا الأخير تنازلات للسعودية مقابل هذا التفاهم . وطبيعة الحال هذا التنازل ضرورة ملحة للطرفين وتخدم مصلحتهما معا وبخاصة الطرفين يشعران أن الإدارة الأمريكية اخفقت التعامل معهما سواء لجهة ابتزاز المملكة ايام ترامب وصولا الى مواقف بايد الخجولة بشأن حماية السعودية وهذا دفع الامير محمد بن سلمان الى اخذ موقف نوعي من بايد ولو ان المسألة تأتي شكليا لا تعدو تغييرا في العلاقات الأمريكية السعودية .

أما بما يتعلق بإيران فهي تحاول الاستثمار علىىكافة الجبهات بما فيه هذا التقارب مع السعودية سواء او الخلاف الامريكي الأوروبي والبحث في الملف النووي الإيراني. والالتزام بتعهد ايران من العبث في أمن السعودية وتحديدا اليمن عبر الحوثيين بهدف وقف الاحتقان الحاصل بين الطرفين . لكن أنا لا أعتقد أن هذا التفاهم سوف يتعرض للاشكاليات الجوهرية في المنطقة سواء لجهة حزب الله في لبنان اقله او المكاسب في سوريا وخاصة أن اللقاء الثلاثي المقرر عقده في موسكو لا يستطيع اعطاء ضمانات شاملة حول شكل اتجاه بشار الاسد وتوجهاته الجديدة نحو اسرائيل او الجماعات الارهابية في كل من سوريا وتركيا. أما بشأن العراق فهو عملية تقاسم النفوذ بين الإيراني والأمريكي وهذا واضح بشأن نهب البترول العراقي والسوري واليوم اللبناني .

بالختام ، المشهد معقد جدا وليست بهذه السذاجة والبساطة التي يتم المبالغة فيها عبر بعض وسائل الإعلام التي لا تعرف أين مكانها من الإعراب. كما أنني اعتقد ان هذا التفاهم مهم لتبادل رسائل دبلوماسية اقليمة ودولية مهمة والانفتاح على خيارات التعاون في مجالات مختلفة وبخاصة أن الموقف الامريكي بات في مأزق في علاقته مع الغرب اي أوروبا بشأن أوكرانيا، الامر الذي قد يدفع ربما الرئيس زلنسكي الى اعتماد نهجا مماثلة للسعودية فيما لو خزله الغرب والأمريكي في أوكرانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *